سيرة الإمام البخاري

1. الاسم والطفولة

هو محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري. ولد في شوال سنة 194 هـ في مدينة بخارى. وتلقى تعليمه على يد أمه وأبيه منذ طفولته، ولكن أباه توفي وهو لا يزال صغيراً. كان والد الإمام البخاري، إسماعيل، والد الإمام البخاري، عالمًا من علماء المذهب المالكي في الفقه، وكان معروفًا بالورع والتقوى. قال الإمام البخاري "روى أبي الحديث عن مالك بن أنس، ولقي حماد بن زيد وابن المبارك.[1]

كان الإمام البخاري أعمى بعد ولادته ثم عاد إليه البصر بعد أن رأت أمه مناماً رأت فيه لقاء النبي إبراهيم عليه السلام. السلام عليكم ذات ليلة وقال لها "يَا فُلَانَةُ قَدْ رَدَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى ابْنِكِ بَصَرَهُ بِدُعَائِكِ يَا فُلَانَةُ.[2]

بعد وفاة والد الإمام البخاري، تلقى الإمام البخاري تعليمه وتربيته على يد والدته. وبينما كان الإمام البخاري تحت رعاية والدته، بدأ الإمام البخاري في سماع الحديث وحفظ مؤلفات ابن المبارك وهو في الحادية عشرة من عمره، حتى قيل إنه حفظ سبعين ألف حديث وهو لا يزال طفلاً. ثم بدأ الإمام البخاري رحلته في طلب الحديث على يد علماء بلدته المشهورين، ثم بدأ الإمام البخاري رحلته في طلب العلم وهو في السادسة عشرة من عمره.[3]

2. رحلة المعرفة

عندما كان الإمام البخاري في الثامنة عشرة من عمره أدى فريضة الحج مع والدته وأخيه أحمد. وبعد الانتهاء من الحج، بقي في مكة المكرمة لدراسة الحديث بينما عادت أمه وأخوه إلى بخارى.

الإمام البخاري رحمة الله قال: تعلمت الفقه عند المروة وأنا غلام، قال: فتعلمت الفقه عند المروة وأنا غلام. فلما جئت إلى المجلس استحييت أن أسلم على أصحابي، فقال لي مؤدبي: كم كتبت اليوم من الحديث؟ فأجبته اثنين، وأعني حديثين. فضحك جميع من حضر المجلس من جوابي. فقال أحدهم، وكان شيخًا كبير السن: لا تضحكوا منه، فلعله يضحك منكم يومًا ما.[4]

وبعد أن أخذ العلم عن علماء مكة المكرمة، بدأ رحلته في تحصيل العلم من علماء الحديث في المدن / البلدان التي أمكنه زيارتها، ومن المدن التي زارها بغداد وهناك التقى الإمام البخاري بالإمام أحمد بن حنبل. رحمة الله وَأَخَذْتُ عَنْهُ حَدِيثًا كَثِيرًا. قال الإمام البخاري: سافرت إلى بغداد ثمان مرات، وكلما سافرت إليها حضرت مجلس الإمام أحمد بن حنبل. رحمة الله.[5]

كان الإمام البخاري يستيقظ دائماً في الليل ويضيء مصباحاً ليكتب القواعد التي تخطر بباله. فإذا كتب القواعد، استأنف نومه بعد ذلك وهكذا حتى كان يستيقظ في الليلة الواحدة إلى عشرين مرة لكتابة ما يخطر بباله من القواعد.[6]

3. ذكاءه وقوة حفظه

عُرف الإمام البخاري بذكائه وقوة حفظه. ومن الأدلة على ذكاء الإمام البخاري عندما قدم إلى سمرقند. فلما وصل إلى المدينة اجتمع مع 400 عالم من علماء الحديث وأرادوا أن يختبروا قوة حفظ الإمام البخاري، فاحتشدوا له.  سند-سند-سند الْحَدِيثِ حَتَّى يَكُونَ شَاذًّا، وَيَجْعَلُ ماتان الحديث لا يتوافق مع سند الأصل. وبعد ذلك قرأوا الأحاديث على الإمام البخاري، فلما سمعوا الاضطراب صححوا ترتيب الأحاديث، ثم قرأوا الأحاديث على الإمام البخاري. سند-سند-سندوالعودة ماتان - ماتان الحديث وفقًا لـ سندلها.[7]

قال الإمام البخاري: أخذت الحديث عن ألف شيخ أو أكثر. وأخذت عن كل واحد منهم عشرة آلاف حديث أو أكثر، ولم يكن عندي حديث واحد إلا ذكرت إسناده.[8]

دليل آخر هو أنه كان قادرًا على حفظ الكتاب بمجرد النظر فيه مرة واحدة.

حاشد بن إسماعيل وأصحابه رحمه الله قال: كنا نتذاكر الحديث عند البخاري في بِشْر، وهو صغير لا يكتب الحديث مثلنا. فَقُلْنَا لَهُ يَا بُخَارِيُّ رَحَلْتَ مَعَنَا يَا بُخَارِيُّ لِتَدْرُسَ الْحَدِيثَ فَمَا رَأَيْنَاكَ تَكْتُبُ الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ لَنَا بَعْدَ أَنْ مَضَى سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا: مَا زِلْتُمْ تَسْأَلُونِي، فَأَخْبِرُونَا بِكُلِّ حَدِيثٍ كَتَبْتُمُوهُ! فَذَكَرْنَا جَمِيعَ الْأَحَادِيثِ الَّتِي كَتَبْنَاهَا. وبالفعل، فزاد على ما كتبناه خمسة عشر ألف حديث، وذكرها كلها من حفظه.[9]

الإمام البخاري رحمة الله قَالَ: حَفِظْتُ الْحَدِيثَ شاهيه 100,000 حديث وما ليس كذلك شاهيه 200,000 حديث.[10]

4. العبادة

بالإضافة إلى كونه خبيرًا في الحديث الشريف، بالطبع الإمام البخاري رحمة الله كما كان خبيرًا بالعبادة. كان يحافظ على صلاة الليل ثلاث عشرة ركعة كل ليلة، ويقرأ القرآن كل ليلة في رمضان، وكان دائم الصدقة جهراً أو خفية، كثير الصدقة، وكانت صلاته مستجابة، نقي القلب والروح. دُعي الإمام البخاري يوماً من الأيام من قبل مشايخ عصره لتعليم العلم لأبنائهم، فقال: العلم يزار ولا يؤتى.[11]

5. لأنه كتب صحيحه

الإمام البخاري رحمة الله ألّف الكتاب صحيح البخاري بدأ بمشورة بعض أصحابه. الإمام البخاري رحمة الله قال: كنت ذات يوم مع إسحاق بن راهويه، فقال بعضنا: وددت لو أن أحدكم صنف كتاباً يجمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم! فبسبب هذا الاقتراح صنفت هذا الكتاب (صحيح البخاري).[12]

الإمام البخاري رحمة الله قَالَ: مَا وَضَعْتُ حَدِيثًا قَطُّ إِلَّا صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ أَوَّلًا.[13]

الإمام البخاري رحمة الله قال: لقد اختلقت الكتاب شاهيه لمدة 16 عامًا وجعلتها برهانًا بيني وبين الله عز وجل أزواجالا.[14]

6. ثناء العلماء عليه

ولو بحثت في كتب التاريخ لوجدت الكثير من الثناء على صاحب الحديث المحفوظ اسمه والمكتوب بمداد من ذهب.

الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله قال "ليس في علماء الخرسان مثل الإمام البخاري".[15]

محمود بن الناظر الأسيوي الشافعي رحمة الله قال "دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة، فسمعت علماءهم يذكرون اسم محمد بن إسماعيل البخاري ويفضلونه على أنفسهم.[16]

الفلّاس رحمة الله وقال: كل حديث لم يحتج به البخاري فليس بحديث، قال: وكل حديث لم يحتج به البخاري فليس بحديث.[17]

قتيبة رحمة الله قال: لقد جاءني من أهل المشرق والمغرب خلق كثير، ولكن لم يأتني قط مثل محمد بن إسماعيل البخاري، قال: ما رأيت مثل محمد بن إسماعيل البخاري.[18]

إسحاق بن راهويه رحمة الله قال: الإمام البخاري أفقه مني.[19]

أبو حاتم الرازي رحمة الله قَالَ: كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أفقه من دخل الْعرَاق من أهل الْعرَاق.[20]

أحمد بن حمدون رحمة الله قال: رأيت مسلم بن الحجاج (الإمام مسلم) يدرس عند الإمام البخاري، رأيته يقبل جبين الإمام البخاري، ويقول: دعني أقبل رجليك يا معلم المعلمين، وملك أهل الحديث، وطبيب أهل الحديث، وطبيب علل الحديث، ثم سأله الإمام مسلم عن حديث "كفارات المجلس"، فأجابه الإمام البخاري على الفور وبيَّن العلة في الحديث بالتفصيل. وعندما انتهى، قال الإمام مسلم رحمة الله قال: والله لا يبغضك إلا حاسد، أشهد أن لا أحد في الدنيا مثلك.[21]

الإمام الترمذي رحمة الله قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ مِثْلَ الإِمَامِ الْبُخَارِيِّ فِي الْعِلْمِ. إيلال, التاريخ، وعلم السند، سواء في العراق أو خرسان.[22]

7. مقالها

الإمام البخاري رحمة الله وهو معروف بأنه عالم بالحديث، وله العديد من المؤلفات التي يرجع إليها الفضل في ذلك. ومن بين مؤلفاته:

  1. الجامع الصحيح (صحيح البخاري)
  2. الأدب المفرد
  3. ذو الضفّة الصغيرة
  4. الطارخ الصغير
  5. الطريق الأوسط
  6. الطارق الكبير
  7. القارعة خلف الإمام
  8. رافد اليقين في الشلاح
  9. الضبعة
  10. المتروكين
  11. المسند الكبير
  12. التفسير الكبير
  13. الأشربة
  14. الهيبة
  15. أسامي الشهابة
  16. بيرو الوليدين

 

8. وفاته

الإمام البخاري رحمة الله تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الْعِيدِ لَيْلَةَ السَّبْتِ وَقْتَ الْعِشَاءِ. وصُلِّي عليه يوم العيد بعد الزوال سنة 256 هـ، ولما دُفِنَ خرج من قبره رائحة أطيب من المسك. وكان عمره آنذاك 62 سنة.[23]

 

[1] محمد بن أحمد الذهبي, طريق الإسلام وولاية المسلمين وولاية المسلمين والعلم (الْمُكَاتَبَةُ التَّوْفِيقِيَّةُ، م، ي. 19, h. 166.

[2] إسماعيل بن عمر بن كثير, البداية والنهاية (دار إحياء التراث العربي، 1988 م)، ي. 11, h. 31.

[3] ابن كثير، ي. 11, h. 30.

[4] محمد بن أحمد الذهبي, سيار علم النبلاء (القاهرة: دار الحديث، 2006)، ي. 10, h. 80.

[5] الذهبي، ي. 10, h. 81.

[6] ابن كثير, البداية والنهاية, j. 11, h. 31.

[7] ابن كثير، ي. 11, h. 32.

[8] الذهبي سيار علم النبلاء, j. 10, h. 85.

[9] الذهبي، ي. 10, h. 85.

[10] الذهبي، ي. 10, h. 90.

[11] ابن كثير, البداية والنهاية, j. 11, h. 36.

[12] الذهبي سيار علم النبلاء, j. 10, h. 81.

[13] الذهبي، ي. 10, h. 82.

[14] الذهبي، ي. 10, h. 83.

[15] ابن كثير, البداية والنهاية, j. 11, h. 31.

[16] ابن كثير، ي. 11, h. 31.

[17] ابن كثير، ي. 11, h. 31.

[18] ابن كثير، ي. 11, h. 31.

[19] ابن كثير، ي. 11, h. 32.

[20] ابن كثير، ي. 11, h. 32.

[21] ابن كثير، ي. 11, h. 33.

[22] ابن كثير، ي. 11, h. 33.

[23] ابن كثير، ي. 11, h. 34.

دعونا نساهم

هل تريد أن تكون جزءاً من التغيير الإيجابي وبناء مستقبل أفضل؟