عُتْبَةُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ وَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ

كان عتبة بن أبي لهب ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو لهب. كان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم. على عكس أبيه الذي مات على الكفر، اختار عتبة اعتناق الإسلام عندما فتح المسلمون مكة. انحاز إلى جانب النبي وكان في صفوف المسلمين.

نسابنيا

واسم عتبة ونسبه عتبة بن عبد العزى (أبو لهب) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قشيع. وكان قرشياً من بني هاشم. وكانت قرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريبة جداً. كان ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا يعني أنه كان ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد شمس بن عبد مناف بن قشيع، أخت أبي سفيان بن حرب (أسد الغابة 3/ 562 ط. دار الكتب العلمية).

وكان لعتبة عدة إخوة. كلهم أسلموا كلهم إلا عتيبة بن أبي لهب. وعتيبة دعا له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصلاح، فدعا له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصلاح,

اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْنَا كِلَابًا مِنْ كِلَابِكَ

"اللهم سلط عليه كلباً من كلابك". (رواه البيهقي في السنن الكبرى 10346، والحاكم في المستدرك 3984، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 6926، وابن حجر في فتح الباري 4/84. وقال ابن حجر: ((هذا حديث حسن)).

توفي عتيبة قبل فتح مكة. فقد انقض عليه حيوان بري أثناء رحلة تجارية إلى الشام. على الرغم من أن والده أبو لهب حاول حمايته. لكن دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستطع منعه.

وإخوة عتبة الذين أسلموا هم درة بنت أبي لهب رضي الله عنها. وكانت أول من أسلم من أولاد أبي لهب. أسلمت بمكة. وكانت من أوائل من هاجر إلى المدينة المنورة. ثم معتب بن أبي لهب. أسلم مع أخيه عتبة، رضي الله عنهم أجمعين.

اعتناق الإسلام

أسلم عتبة مع أخيه معتب يوم فتح مكة، وأسلم عتبة مع أخيه معتب يوم فتح مكة. في البداية، هرب كل منهما. ثم أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمهما العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - ليلتقي بهما. فجاء كلاهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلما. ففرح النبي بإسلام ابني عمه.

وشارك عتبة ومعتب في الجهاد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة حنين. وَكِلَاهُمَا مِنَ الثَّابِتِينَ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ. وَلَمْ يَفِرَّا فِي أَوَّلِ الْغَزْوَةِ حِينَ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ. ولكن كلاهما أيضًا لم يقتل من هجمات العدو. بالإضافة إلى حُنَيّ، شارك كلاهما أيضًا في معركة ثقيف. وبعد ذلك بقي كلاهما في مكة ولم يلحقا بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (أسد الغابة، 3/562. ط. دار الكتب العلمية).

وأتى ابن سعيد برواية في قصة إسلام عتبة بن عبد المطلب. وذكر أن ابن عباس روى عن أبيه العباس بن عبد المطلب. قال العباس: "لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مكة يوم فتح مكة قال لي: يا عباس، أين ابنا أخيك: عتبة ومعتب قلت: هما غائبان في مكان ما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ائتني بهما". فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَتَيْتُهُمَا بِعَرَفَةَ. فأسرع كلاهما إلى لقاء النبي. ثم اعتنقا الإسلام. وبايعه. فقام النبي وأخذ بيد ابني عمه.

فَمَشَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُمَا. ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى الْمُلْتَزَمِ - وَهُوَ مَا بَيْنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَبَابِ الْكَعْبَةِ -. فَصَلَّى هُنَيْهَةً. ثم استدار. وَعَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ السُّرُورِ. فَقُلْتُ لَهُ: أَسْعَدَكَ اللَّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَإِنِّي أَرَى السُّرُورَ فِي وَجْهِكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: نَعَمْ. لَقَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ بِابْنَيْ عَمِّي هَذَيْنِ. فَرَزَقَهُمَا اللَّهُ لِي (بِإِسْلَامِهِمَا) ". (الإصابة في تمييز الصحابة 4/365) . وقد جزم ابن حجر بأن هذا الحديث ضعيف، وقد رواه غيره من أهل العلم).

وَقَالَ حَمْزَة بن عتبَة: (خرجَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى حنين فقاتلا مَعَه فِيهَا) . فلما (كانت وقعة حنين) ثبتا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) هما وآخرون من أهل البيت وبعض الصحابة ولم يفروا. وفي تلك المعركة أصيبت عين معتب في تلك المعركة بسلاح العدو. وبعد فتح مكة، لم يكن أحد من رجال بني هاشم (أهل البيت) في مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا عتبة ومعتب بن أبي لهب (الطبقات الكبرى 4/60. ط. دار صادر).

موقف عتبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكان عتبة صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في أيام الجاهلية، وكان عتبة صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. وَكَانَ زَوْجَ ابْنَتِهِ رُقَيَّةَ. وَأما أَخُوهُ عتيبة بن أبي لَهَب فَزَوجهُ أَخُوهُ عتيبة بن أبي لَهَب ابْنَته أم كُلْثُوم. فلما نزلت سورة "الأحزاب" أو "المسد" قال أبوهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب لهذين الابنين: طلقوا بنت محمد! فطلقا ابنتي النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يختلطا.

إن تزويج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجته أم المؤمنين خديجة ابنته من عتبة يدل على مدى التقدير الكبير الذي كان يحظى به عتبة وخديجة. ومن هنا كانت فرحته بإسلامها. لدرجة أن الفرحة كانت بادية على وجهه صلى الله عليه وسلم. قال للعباس

نَعَمْ إِنِّي اسْتَوْهَبْتُ ابْنَ عَمِّي هَذَيْنِ فَوَهَبَهُ لِي

فَقَالَ: نَعَمْ. لَقَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ فِي ابْنَيْ عَمِّي هَذَيْنِ. فَوَهَبَ اللَّهُ لِي كِلَيْهِمَا (بإسلامهما) ". (الإصابة في تمييز الصحابة 4/365) .

رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَقِيَ عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ وَمُعَتَّبًا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ. فَقَالَ لِلْجَمَاعَةِ: "

هَذَانِ أَخَوَايَ وَابْنَا عَمِّي -فَرِحًا بِإِسْلَامِهِمَا- اسْتَوْهَبْتُهُمَا مِنَ اللهِ، فَوَهَبَهُمَا لِي

"هذان أخواي. ابنا عمي -وقد فرح بإسلامهما-. فَدَعَوْتُ اللَّهَ لِابْنَيْ عَمِّي هَذَيْنِ. فرزقهما الله لي (بإسلامهما)". (روضات الجنات، 5/191).

زوجة عتبة وأولاده

وَلِعُتْبَةَ سَبْعَةَ عَشَرَ ابْنًا وَبِنْتًا. منهم أبو علي، وأبو الهيثم، وأبو الهيثم، وأبو غليظ. وأمهم عتبة بنت عوف بن عبد مناة بن الحارث.

ثم عمرو، ويزيد، وأبو خداش، والعباس (الشاعر الأموي)، وميمونة. وأمهم أم العباس بنت شراحيل بن أوس من بني حمير. وكانت حسناء في أيام الجاهلية.

وَمِنْهُم عبيد الله وَمُحَمّد وَشَيْبَة وَأم عبد الله. وَمن امْرَأَة عتبَة أم عِكْرِمَة بنت خَليفَة بن قيس من بني كَعْب الْأَزْدِيّ.

والآخر عامر بن عتبة من زوجته هالة من بني الأحمر بن الحارث.

وَأَبُو وَاثِلَةَ بْنُ عُتْبَةَ عَنِ امْرَأَتِهِ وَاسْمُهُ خَوْلَانُ.

وبعده عبيد بن عتبة ابن عبده. ثم إسحاق بن عتبة من عبده أيضاً. ثم أم عبد الله بنت عتبة من جاريته واسمها خولة أيضاً (الطبقات الكبرى 4/59، والإمتاع الأسنى 6/291) .

وفاته

وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُؤَرِّخُونَ فِي وَفَاةِ عُتْبَةَ. فبعضهم يرى أنه هو الذي تأثر بدعاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعضهم يرى أنه هو الذي تأثر بدعاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْنَا كِلَابًا مِنْ كِلَابِكَ

"اللهم سلط عليه كلباً من كلابك".

وَالصَّحِيح أَنه أَخُوهُ عتيبة بن أبي لَهَب، وَهُوَ الَّذِي أَصَابَته الصَّلَاة. انقضّ عليه أسد في ناحية الزرقاء من بلاد الشام، فافترسه أسد في ناحية الزرقاء بالشام. حدث ذلك ليلاً. بينما هو نائم مع حاشيته. أما عتبة ومعتب فأسلم كل منهما (نسب قريش ص 89، والإصابة 6/122، والروض الأنف 5/196، ودلائل النبوة للبيهقي 2/339) .

بقي عتبة في مكة حتى وفاته. وفي عهد عمر لم يعد يذكر اسمه. وكذلك في عهد أبي بكر. ولكن الرأي القوي أنه توفي في عهد أبي بكر (الإصابة 4/365).

 

المادة www.KisahMuslim.com

دعونا نساهم

هل تريد أن تكون جزءاً من التغيير الإيجابي وبناء مستقبل أفضل؟